إن الحديث عن الأورام أمر شاق دائمًا، ولكن في الواقع، طالما بقي في مكانه، فهو ليس فظيعًا جدًا، يمكننا فقط اقتلاعه. الورم الخبيث فظيع لأنه غازي للغاية ومنتشر، خاصة بعد تكراره ورم خبيث، فإن معدل الوفيات مرتفع جدًا. ووفقا للإحصاءات، فإن الغالبية العظمى من مرضى السرطان ماتوا بسبب تكرار المرض والانبثاث بعد الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
الخلايا السرطانية المنتشرة (CTCs) هي خلايا سرطانية تترك الورم الرئيسي وتدخل مجرى الدم، وتنتشر مثل "بذرة" السرطان عن بعد.
هناك حوالي 1 مليار خلية في دم كل شخص تتدفق مع الدورة الدموية، وقد تنتشر خلية ورمية واحدة فقط إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق الدم، لذا فإن "الاستيلاء" على خلية سرطانية متداولة يشبه 7 مليارات من الأرض من الصعب أيضًا الإمساك بشخص ما والقبض عليه.
الآن، طور الباحثون نوعًا جديدًا من الليزر يمكنه العثور على الخلايا السرطانية وتدميرها من خارج الجلد. وقد نُشر هذا البحث مؤخراً في مجلة "Science Translational Medicine". على الرغم من عدم إمكانية دخوله رسميًا في التطبيق السريري مؤقتًا، إلا أن حساسية الليزر تزيد 1,000 مرة عن الطريقة الحالية المستخدمة للكشف عن الخلايا السرطانية في الدم. إنه ذو قيمة كبيرة للتشخيص المبكر والكشف عن تكرار الورم.
في الوقت الحاضر، من أجل اكتشاف ما إذا كان السرطان قد انتشر في الجسم، نقوم عادة بأخذ عينة دم للكشف عن نسبة الخلايا السرطانية في الدم، ويسمى اختبار CTC، ولكن هذا الاختبار من الصعب جدًا العثور على الخلايا السرطانية، خاصة في المرضى المبكرين .
وعندما نكتشف الخلايا السرطانية في الدم يكون الوضع سيئا للغاية. وهذا يعني أن تركيزات عالية من الخلايا السرطانية المنتشرة موجودة بالفعل في الدم. في هذا الوقت، قد يكون السرطان قد انتشر إلى أعضاء أخرى، وقد فات الأوان للتفكير في العلاج الفعال للمريض.
ولدت تقنية الفحص المبكر للأورام بالموجات فوق الصوتية السيتوفون!
منذ سنوات عديدة، توصل الدكتور زاروف وفريقه في مركز الطب النانوي بكلية العلوم الطبية بجامعة أركنساس إلى طريقة بديلة غير جراحية لاختبار كميات أكبر من الدم بحساسية أعلى. لقد تم اختباره في المختبر، ثم على الحيوانات، واستخدموه مؤخرًا في التجارب السريرية البشرية.
تستخدم هذه التقنية، التي تسمى Cytophone، نبضات الليزر على السطح الخارجي للجلد لتسخين الخلايا في الدم. لكن الليزر يمكنه فقط تسخين الخلايا الصباغية، لأن هذه الخلايا تحمل الميلانين ويمكنها امتصاص الضوء. ليس له أي تأثير على الخلايا السليمة، لذلك يتم استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية للكشف عن الموجات فوق الصوتية المنبعثة من تأثير التسخين هذا.
وقارنوا بين 28 مريضًا من ذوي البشرة الفاتحة مصابين بسرطان الجلد و19 متطوعًا أصحاء لا يعانون من سرطان الجلد. وقاموا بتشعيع أيدي المرضى بالليزر، ووجدوا أنه في غضون 10 ثوانٍ إلى 60 دقيقة، تمكنت التكنولوجيا من تحديد 27 خلية ورم منتشرة في 28 مريضًا بسرطان الجلد.
وقال الباحثون إن التكنولوجيا لم تسبب أي نتائج إيجابية كاذبة للمتطوعين الأصحاء، كما أنها لم تسبب مشاكل تتعلق بالسلامة أو آثار جانبية. وقال الدكتور زهاروف إن الميلانين عبارة عن صبغة موجودة في الجلد، لكن تقنية ليزر الجلد لن تضر خلايا الجلد، لأن الليزر سوف ينثر مساحة كبيرة على الجلد (لا يتركز على خلايا الجلد الفردية وسيسبب الضرر).
وبشكل غير متوقع، وجد الفريق أيضًا أن هذه التقنية يمكنها أيضًا تقليل الخلايا السرطانية المنتشرة لدى مرضى السرطان! وقال زهاروف: "نحن نستخدم طاقة منخفضة نسبيًا، والغرض الرئيسي هو تشخيص السرطان بدلاً من علاجه. ومع ذلك، ما هو أبعد من خيالنا تمامًا هو أنه حتى مع هذه الطاقة المنخفضة، يبدو أن شعاع الليزر يقتل الخلايا السرطانية.
كما درس الدكتور زاروف مبدأ مكافحة السرطان لهذه التقنية: عندما يمتص الميلانين الحرارة، يبدأ الماء المحيط بالميلانين في الخلية بالتبخر، مما يتسبب في تمدد الفقاعات وانهيارها، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية جسديًا.
نحن نعلم الآن أن هذه التكنولوجيا يمكنها قتل الخلايا السرطانية أثناء اكتشاف الخلايا السرطانية، ويمكن أن تساعد في منع انتشار السرطان وانتشاره.
في الوقت الحاضر، لم يتم اختبار هذه التقنية على الأشخاص ذوي البشرة الداكنة ومحتوى الميلانين العالي. يقوم الفريق بتوسيع التكنولوجيا للعثور على الخلايا السرطانية المنتشرة التي تطلقها سرطانات أخرى غير سرطان الجلد. عندما لا تحمل الخلايا السرطانية الميلانين، يمكن للباحثين حقن علامات أو جزيئات محددة أخرى ترتبط بهذه الخلايا بحيث يمكن التعرف عليها بواسطة الليزر. لقد أثبتوا حتى الآن أن هذه التقنية يمكن أن تعمل على خلايا سرطان الثدي البشرية في المختبر. ونأمل أن تتمكن هذه التكنولوجيا من تحقيق التحول السريري في أسرع وقت ممكن، ومساعدة المزيد من مرضى السرطان في اكتشاف السرطان والقضاء عليه في وقت مبكر.